{وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7)}.{وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} يعني: الرياح التي تذرو التراب ذروًا، يقال: ذَرَت الريحُ الترابَ وأَذْرَت.{فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا} يعني: السحاب تحمل ثقلا من الماء.{فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} هي السفن تجري في الماء جريًا سهلا.{فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} هي الملائكة يقسمون الأمور بين الخلق على ما أُمروا به، أقسم بهذه الأشياء لما فيها من الدلالة على صنعه وقدرته.ثم ذكر المقسَمَ عليه فقال: {إِنَّما تُوعَدُونَ} من الثواب والعقاب، {لَصَادِقٌ}.{وَإِنَّ الدِّينَ} الحساب والجزاء {لَوَاقِعٌ} لكائن. ثم ابتدأ قسمًا آخر فقال: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} قال ابن عباس وقتادة وعكرمة: ذات الخلق الحسن المستوي، يقال للنسَّاج إذا نسج الثوب فأجاد: ما أحسن حبكه! قال سعيد بن جبير: ذات الزينة. قال الحسن: حبكت بالنجوم. قال مجاهد: هي المتقنة البنيان. وقال مقاتل والكلبي والضحاك: ذات الطرائق كحبك الماء إذا ضربته الريح، وحبك الرمل والشعر الجعد، ولكنها لا ترى لبعدها من الناس، وهي جمع حباك وحبيكة، وجواب القسم قوله: